sara 4ever
عدد الرسائل : 283 العمر : 28 تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: إنـكـسـار الـــذات الجمعة 27 يونيو 2008, 7:55 pm | |
|
حينما يقول المرء لحبيب غال أو صديق عزيز في لحظة غضب وعتب وخلاف وخصام :
" أنا لست غاضبا منك ، بل من نفسي " !!!
هل ذلك إعتراف بضعفنا الإنساني وإحتياجنا الى هذا الشخص ليكون كما كان دائما رفيق قلب ورفيق درب ، أم إنها
حيلة من حيل اللاشعور في الذات الإنسانية ومناورة لتحويل مسار الموقف لصالحة وإمتصاص للحظة الغضب العنيفة التي
ربما تسبب شرخا في جدار هذه العلاقة الإنسانية وكسرا لزجاج ربما يصعب إعادة تجميع أجزائة المتناثرة من جديد أم
تراه إحساس قوي ينتاب الشخص بأن الطرف المقابل لم يعد يستحق كل هذا الغضب والعتب وأن مكانته وقدره في النفس
أصبحت قليلة وشحيحة ولم تعد تستحق حتى مجرد العتب والغضب أم تراه إحساس بكون الحب أكبر من كل الخلاف
والصمت والغياب وأن ماوجد بينهما ومازرع من بذرة الحب يستحق المحافظة علية والتضحية من أجله فكل شئ يهون
في سبيل إرضاء المحبوب وعيون المحبوب وقلب المحبوب .
أحيانا في بعض المواقف نصمت وصمتنا ليس ضعفا ولا كراهية لمن نحب أو حتى لمن نعاشر ولكنه صورة من صور
الإحتجاج والرفض والإستنكار لما يحدث لنا من هذا الشخص وربما هي محاولة جادة لإعادة حساباتنا معه حتى لا
نخسره ...
وأحيانا نحن نقول هذه العبارة حينما يطول الصمت والعناد والجفا بيننا وبين من نحب ربما لأننا نريد ونرغب في فتح
نوافذ الحوار المغلقة والتواصل معه من جديد ومد جسرا من الأمل فوق نهر من الحزن والأسى والخوف ورمي حجرة من
الحب الرقيق العذب الحالم الشفاف المبطن بالحيرة والحرمان فوق صفحة غدير الإحساس المشترك أو ربما هي محاولة
لهز غصن شجرة الوفاء في وجه الغياب والصمت لعل كل هذا الخلاف والصمت يزول وينمحي وإعتراف واضح وفاضح
وجارح بالحاجة الى الآخر مهما كان الموقف الذي حدث
وأحيانا ربما تكون هذه الكلمة كنوع من الإحتفاظ بكرامة الإنسان أمام ذاته والخوف من ردة فعل الطرف الآخر حينما لا
نعلم كيف ستكون ؟
فهل سيصدنا ويجرحنا أم سيفتح لنا قلبه ويبتسم في عيوننا أم سيصمت ويتجاهلنا أم سيتحاور معنا بلغة هادئة وحالمة
أم أم أم أم ..
كل هذه التساؤلات تجعل المرء أحيانا يقدم على إتخاذ مثل هذه الكلمة سعيا للحفاظ على بذرة أمل لأن لا تنقطع
وللآبد
| |
|