donia banota cool
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


welcome to donia site
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ليلة .. توقف فيها الزمن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sara 4ever

sara 4ever


عدد الرسائل : 283
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

ليلة .. توقف فيها الزمن Empty
مُساهمةموضوع: ليلة .. توقف فيها الزمن   ليلة .. توقف فيها الزمن Emptyالثلاثاء 05 أغسطس 2008, 5:10 pm



أحيانا تأخذنا الأقدار بعيدا وتعصف بنا رياحها حتى تزلزل كياننا وتطوينا طيا ..

لطالما احببتها فأصبحت قدوتى فى كل شى فهى اختى الكبرى وصديقتى الوحيدة ..

تعلمت منها كل شئ ..اعتمدت عليها كثيرا .. كانت تفيض عطفا وحنانا

وعندما أراد القدر ان نفترق .. تزوجت ممن تحب واستقرت معه فى احدى الدول العربية

كنت افتقدها جدا .. افتقدت ضحكاتها .. حديثها الهامس .. وثورتها الجنونية

كدت اطير فرحا حين علمت خبر انتظارها لمولودها الأول ..

كم كنت أتمنى ان اكون بجوارها وهى تستقبل طفلها .. كم كنت أتمنى أن احتضنه واحتضنها ..

مرت الشهور سريعا .. استعدت والدتى لتلحق بها حتى تكون بجوارها فى تلك اللحظات..

لا أعلم ماذا حدث حينها .. كل ما أذكره أشباح .. وسراب .. وايماءات غير مفهومه

لا أعلم كم كانت الساعة حينها .. كل ما أذكره رنين هاتف المنزل الثابت

وصوت عمر المخنوق(اسمعينى علياء فى غرفة الولاده ادينى خالتى سريع) ..

لم افهم حينها ما كان يقصده كل ما اعلمه ان المرأة لا تضع طفلها الا بعد

تمام التسعة أشهر وهى ما زالت فى شهرها السابع!!

استدركت الموقف سريعا .. ايقظت والدتى .. فهرولت مسرعة ..

وبعد بضع كلمات اقفلت الخط ويدها ترتعش .. ثم انخرطت فى بكاء عميق ..

توقفت تماما عن الكلام .. وشلت حركتى تماما .. لا ادرى كم مضى علينا

ونحن على هذه الحال .. بعدها لا ادرى ربما بساعات قطع سكوننا رنين الهاتف مرة أخرى

وصوت عمر يهلل فرحا .. (الحمد لله جابت ولد .. طمنى ناس البيت) واقفل الخط سريعا ..

عندها فقط شعرت براحة غامرة .. وسعادة كبيرة .. وأحسست بشوق شديد لحبيبتى علياء ..

وقررت ان اتصل بها على هاتفها المحمول اتمنى ان اسمع صوتها ولو لثوان قليلة ..

نفذت رغبتى فورا .. فجائنى صوتها الواعن عبر اسلاك المحمول (علياء ..)

وانخرطنا فى بكاء هيستيرى .. انا وهى .. حاولت ان استجمع رباطة جأشى ..

فبادرتها قائلة(كدا تعمليها من ورانا) ..

ردت على بضحكة واهنة ثم اردفت(اها ورينى البيبى بشبهه منو؟ طبعا انا مش؟) ..

أحسست انى اثقل عليها فهى مازالت ضعيفة ..

ولم استطيع ان اميز صوتها ولكنى سمعتها جليا حين قالت(خلى بالك من ولدى .. دا امانه فى رقبتك)!!

انتهت مكالمتنا عند هذه الكلمات الغامضة .. لا افهم شيئا لا ادرك شيئا ..

بعد هذه الليلة الطويلة لجأت الى فراشى قريرة العين كانت عقارب الساعة تشير الى الثالثة صباحا ..

ما زال هنالك وقت للراحة .. كنت انوى ان اتصل بعلياء عند الصباح ..

لا اعرف لماذا احس بالقلق عليها .. يراودنى احساس غريب .. ورغبة شديدة فى احتضانها ..

وفى زحمة تلك الأفكار والأشواق غفلت عيناى قليلا ..



استيقظت عند السادسة صباحا على نعيق الهاتف المشئوم ..

لا ادرى لم لم اقوى على رفع السماعة .. تركت المهمة لأخى ..

وبعد لحظات فقط سمعته يصرخ(علياااااااااااااااااااااااء) ..

نعم علياء .. ماتت علياء .. رحلت حبيبتى .. تركت رضيعها .. غادرت الى الأبد ..

وعند هذه النقطه توقف احساسى تماما بالزمن .. ازدحام شديد فى منزلنا .. بكاء .. عويل .. نواح ..

ولكننى لم استطع ان اذرف دمعة واحدة .. اصبحت واهمة .. شاردة .. لا افعل شيئا ..

كل ما اذكره الطبيب الذى كان يزورنى مرارا .. هل انا مريضة؟؟ لا اعلم .. لا ادرى

وفجأة رأيته!! انه عمر .. زوج علياء ماذا اتى به الى هنا .. عمر عمر

انه يحمل بين يديه لفافة صغيره .. هل يعقل ان يكون هذا طفل علياء!!

عندها فقط فهمت ما يحدث .. لعلنى شردت طويلا اسابيع وربما شهور لا احس بما حولى ..

لقد كان الطفل تحت الاشراف الطبى(الحضانة) ..

لقد اخرجوه .. الحمد لله انه بخير .. هرولت مسرعة الى عمر .. حتى اننى لم اسلم عليه لم اعزه ..

كل ما فعلته اننى خطفت طفلها من بين ذراعية وعندما نظرت فى وجهه احسست بكل سلام الدنيا وبردها ..

يااااااااااااااااااه ما اجمله .. انه يشبهها كثيرا .. علياء كم هو جميل طفلك..

كم كانت ستكون سعيدة به ..



اخرجنى هذا الملاك الطاهر من جمودى .. واعطانى دافعا لأعيش من أجله وأجل علياء ..

واصلت حياتى على وتيرة واحدة .. وليد كل حياتى ..

لم اعد اذهب الى الجامعة .. لم اعد ازور صديقاتى .. لا شئ سوى وليد .. وعلياء ..

مرت الأيام سريعا .. قرر عمر السفر الى عمله بالخارج .. وعندها كانت المعضلة ..

هل سيأخذ معه صغيرى؟ ام سيتركه لى؟ سأموت ان فكر بأخذه منى ..

أرهقتنى مجرد الفكرة .. فقدان صغيرى او فراقه .. تعبت من الأفكار ..

اصابنى الصداع .. قطع ابى حبل أفكارى بطرقه الخفيف على باب غرفتى ..

وبعد ان دلف قال بصوت متردد(عايزك فى موضوع ضرورى) ..

فرددت عليه(عمر ح يسوق وليد معاه؟بس الولد لسه صغير .. وما حيقدر يراعيه مع شغلو .. والغربة حارة ....) ..

قاطعنى قائلا(دا ولدو .. ومن حقو يسوقو .. بس الحل فى ايدك!!) ..

فقلت مسرعة(انا مستعده احنس عمر .. انا عارفه ما برفض لى طلب .. نحنا فرد من زمان .. عارف مرات كدا علياء كانت بتغيرمن علاقتنا .. الله يرحمها) ..

نظر الى والدى بشفقة .. وعندها ادركت ما يرمى اليه ..

فصرخت فى وجهه(لا مستحيل .. انتو مجانين؟) ..

فقال والدىباصرار(دا الحل الوحيد .. والقرار فى يدك) ..

هل يعقل .. هل يمكن .. انا و ... وعمر .. لا اعوذ بالله .. اعوذ بالله ..

احسست بحزن دفين .. علياء حبيبتى سامحينى .. لا استطيع ان انفذ وصيتك ..

سأتخلى عن وليد .. سأتركه لوالده .. سا محينى يا عزيزتى ..

حان وقت الفراق .. استعد عمر للسفر لم يبق سوى يومين ..

لم يداعب النوم مقلتى منذ اسابيع .. افكر فى صغيرى .. وعلياء .. لا اقوى على فراقه ..

واخيرا قررت ان اتمسك به .. وبوصية علياء .. نعم سأتزوج عمر .. سأسافر معه لأعتنى بوليد ..

اخبرتهم قرارى سريعا .. تم عقد القران .. دون زفاف .. دون زغاريد ودون فرح .. كيف ارتدى زفافا .. وقد حوى اختى الكفن!!

اكتملت اجراءات السفر .. ورحلت وبين جوانحى حزن عميق .. ودفين ..

وعندما وصلنا الى منزلها .. منزل علياء ..

أحسست بحركتها فى المنزل رائحة عطرها تملأ المكان عبقا وسحرا .. جدران المنزل تردد صدى ضحكاتها ..

اكاد اسمع صوتها تناديه(عمر .. عمر) .. رحماك يارب ..

تركت وليد نائما فى غرفته .. وذهبت لأبدل ملابسى .. فى غرفة نومها ..

ففوجئت به هناك!! كيف يجمعنى سقف واحد مع زوج اختى .. كيف تحتوينا اربعة جدران؟؟

احس وكأنى عاهرة .. او مومس جاءت تلتمس المعصية..

كل قطعة فى جسدى تلفظه .. كل أنفاسى تنبذه .. مجرد التفكير فاحشة ..

انقذ صراخ وليد الموقف فهرولت الى غرفته مسرعة .. فجاء خلفى ليرى ماذا حدث ..

لم احس بدخوله .. فقط شعرت بيده على كتفى .. فصرخت بأعلى صوتى:

(انت مجنون؟ اوعك تفكر فى الموضوع دا نهائى .. انا جايه هنا عشان وليد وبس .. ما جايه عشان اخطف راجل علياء واحتل بيتها .. فاهم؟) ..

لم ينبس ببنت شفة .. لم يرد على اهاناتى .. لم اسمع منه حق او باطل ..

لعل الرجال يفكرون بطريقة اخرى .. او ربما يعيشون مشاعرهم بطريقة مختلفة ..

ولكننى افضل الموت على هذا .. سأظل وفية لك علياء ..


خارج النص: القصة من خيال الكاتبة .. ولا علاقة لها بحياتها الشخصية



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليلة .. توقف فيها الزمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
donia banota cool :: الاقسام الشبابيه :: ( عالم الشباب )-
انتقل الى: