عادة مص الاصبع عند الاطفال

لم أستطع ثني طفلتي عن مص أصبعها خصوصاً وهي تشاهد التلفزيون وكلما نهرتها لتكف عن هذا السلوك اختبأت في إحدى زوايا المنزل لكي لا أراها وتابعت مص إبهامها مرة أخرى.
عادة مص الإصبع مرحلة طبيعية من مراحل نمو الطفل يمارسها الجنين وهو في رحم أمه فمص الإصبع أو الرضاعة أسلوب يهدئ الأطفال الرضع وهو ما يطلق عليه العلماء المرحلة الفمية، فعندما يبحث الطفل عن أصبعه ليمصه فإن ذلك يمنحه شعوراً بالراحة والاطمئنان، حيث يكتشف أسلوباً جديداً للاعتماد على النفس.

إحصائيات :

30 في المائة من الأطفال يمارسون عادة مص الإصبع في سن ما قبل المدرسة ويستمر حوالي 20 في المائة من الأطفال بعد بلوغ الستة أعوام.
وفي إحصائية أخرى أن هناك طفل من 9 أطفال يمص إصبعه. ويلاحظ أن انتشار هذه العادة بين الإناث أكثر منه بين الذكور فيما قبل المراهقة.
يذكر بعض أطباء علم النفس: أن هذه العادة لا ترتبط بالمشكلات النفسية، ولا تعد علامة على أن الطفل يعاني من الضغط النفسي، كما يعتقد معظم أطباء الأطفال أن لا توجد علاقة بين مص الإصبع وطول فترة الرضاعة الطبيعية.

لماذا نقلق من هذه الظاهرة :

هناك بعض المشكلات تقلق الأهالي والمربين من هذه العادة تنتجان عن الاستمرار بمص الإصبع بعد سن ستة سنوات وصولاً إلى الثماني سنوات:

أولاً: إن استمرار عادة مص الإصبع تؤدي إلى نتوءات في الأسنان وصعوبات في المضغ والتنفس بالإضافة إلى ضعف نمو عظام الفكين أو تشوه الأسنان.

ثانياً: يحرج الآباء عندما يمص الطفل الكبير في السن إصبعه، خاصة عندما يفعل ذلك على الملأ.

ثالثاً: وقد يشعر الطفل بالإحراج لأن أقرانه يسخرون منه.

رابعاً: قلقهم من استمرار هذه العادة، وتأثيراتها النفسية المختلفة في المستقبل.

خامساً: الخوف من الإصابة بالمراض نتيجة للجراثيم التي تكون تحت الظافر أو على اليدين.

متى تعد مشكلة :

تنشأ المشكلة لأن الكبار يميلون للتدخل في هذا الأمر، ولدى الكثير من الآباء رد فعل سلبي اتجاه عادة مص الإصبع، فقد يلجأ بعضهم إلى تغليف أصابع وأيدي طفلهم بقفازات وآخرون يربطون إصبع طفلهم برباط طبي لاصق أو ينتزعون إصبعهم من أفواههم.

خوف الآباء من أن يستمر الطفل في مص إصبعه عندما يكبر في السن يجعلهم يصرون على ترك أطفالهم لهذه العادة بأي طريقة حتى لو كان بالنهر والقسوة دون أن يدركوا أنهم بذلك يزيد من توتر الطفل وربما تشبثه بتلك العادة وإن من الحكمة عند ظهور تلك العادة في البداية أن تقلل من أهميتها ولا نناقشها أثناء تواجده.

فلاش: عندما نتعامل مع الطفل الدارج يفضل نزع إصبعه من فمه بهدوء ومحبة وذلك أثناء الحديث أو اللعب معه.

أفكار للتغلب على المشكلة :

1. التجاهل فلا داعي للتفكير في العلاج لحالات الأطفال الذين يقعون في هذه العادة، وإذا أريد التخلص منها فلا يستدعي الأمر أكثر من تشجيع الطفل على تركها لأن تضخيم المشكلة والمبالغة فيها يزيدها سوءاً فأكثر الأطفال يتركون عادة مص الأصبع بين الخامسة والسادسة من تلقاء نفسه كما أن مصاحبة مص الإصبع لبعض المشكلات الانفعالية يؤدي إلى مشكلات أخرى مثل قضم الأظافر.

2. إن توعية الأطفال وإرشادهم وتعريفهم بمخاطر هذه العادة في هدوء وحب وحنان من سبل العلاج المفيدة، مثلاً أخبره بأنك تخاف على إصبعه وأيضاً من التشوه.

3. على الآباء تذكير أطفالهم في هدوء كلما شاهدوهم يمارسونها حتى باستخدام المزاج أو اللعب.

4. إذا كانت عادة مص الإصبع تظهر لدى الطفل أثناء ممارسته للعبة معينة أو بمشاهدة التلفزيون فإن إبعاده عن هذه المؤثرات وإشغاله بأنشطة أخرى هذه اللعبة أو اللعب من الأساليب ذات الفائدة في معالجة القضية.

5. يفضل السماح للطفل بالاختلاط مع من هم في مثل سنه والاندماج معهم لأن العزلة من العوامل المهمة في ظهور واستمرار هذه العادة وهذا ما يجعل تحسن حالة الطفل واضحاً مع دخوله المدرسة.

6. في الحالات الشديدة وعندما يبدو تأخر انتهاء هذه العادة لدى الطفل يفضل اللجوء إلى أخصائي نفسي ويمكن الاستفادة من رأي طبيب الأسنان فقد توافرت الآن أجهزة توضع في فم الطفل عن طريق طبيب الأسنان تمكن الطفل من الإقلاع عن عادته في فترة زمنية قليلة تصل إلى أسبوع.

عزيزي المربي لا تفترض أن طفلك يفهم سبب رغبتك في أن يتوقف عن مص إصبعه، علمه أن هذه العادة لها تأثير ضار على أسنانه ونموها بشكل صحيح وأن لها أيضاً تأثيراً سلبياً على صحته بوجه عام. فبالصبر والحب والحنان تصل مع طفلك إلى بر الأمان لا تنتظر عزيزي المربي في منع طفلك عن مص إصبعه حتى يكبر فباشر في ذلك منذ البداية.